شاعر الحب و الوطن عمر أبو ريشة: 2005

الشاعر عمر أبو ريشة (1910-1990) كان شاعرا وكاتبا مسرحيا ودبلوماسيا سوريا من أعظم شعراء وكتاب القرن العشرين في الوطن العربي.

النشأة والتعليم

ولد عمر أبو ريشة لعائلة ثرية وأدبية في مدينة منبج بمحافظة حلب. تقلد والده، شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة، مناصب حكومية مرموقة أيام الدولة العثمانية. فقد تم تعيينه قائم مقام منبج والخليل و لاحقا في مدينة طرابلس. وكان شافع شاعراً مجيداً، حيث كتب عدة قصائد في رثاء الشاعر أحمد شوقي (1868-1932) و الشاعر حافظ إبراهيم (1872-1932) و الزعيم الوطني الليبي المجاهد عمر المختار (1858-1931). أما من جهة والدته، فقد كانت والدة عمر أبو ريشة، السيدة  خيرة الله بنت إبراهيم علي نور الدين اليشرطي تنحدر من مدينة عكا في فلسطين. و كان والدها زعيم الطريقة الشاذلية الصوفية. و قد كانت السيدة خيرة الله تروي الشعر وبخاصة الشعر الصوفي. فأخذ عنها نظرته إلى الدين والحياة والحب، وكذلك تأثره بالمفاهيم الصوفية.

أكمل عمر أبو ريشة دراسته الابتدائية في مدينة حلب ، ثم أنهى دراسته الثانوية في الجامعة الأمريكية في بيروت. بعد التخرج، ذهب إلى إنجلترا لدراسة الكيمياء الصناعية في جامعة مانشستر. اكتشف أبو ريشة خلال إقامته في إنجلترا الأدب الإنجليزي والأوروبي وقرأ كتب كثير من الكتاب الإنجليز والأوروبيين المهمين مثل شكسبير وميلتون والشاعر الفرنسي بودلير.

البدايات

بعد عودته من أوروبا ، شارك في الحركة الوطنية  أثناء مناهضة الاحتلال الفرنسي في سوريا والانقلاب البريطاني في فلسطين. بسبب نشاطه السياسي، دخل أبو ريشة السجن عدة مرات. ونتيجة لذلك ، غادر سوريا هربًا من تضييق سلطات الحتلال الفرنسي.

بعد استقلال سوريا عام 1946 ، أصبح عمر أبو ريشة مديرًا لمكتبة حلب الوطنية عام 1947. ثم التحق بعد ذلك بالمجمع العلمي العربي في دمشق عام 1948. وبعد فترة وجيزة ، مثل زميله الشاعر نزار قباني ، انضم إلى السلك الدبلوماسي السوري وعين سفيرا لسوريا في البرازيل عام 1949. كسفير، تنقل أبو ريشة بين العديد من الدول، منها الأرجنتين وتشيلي والهند والنمسا والولايات المتحدة الأمريكية.

رحلته الأدبية

خلال مسيرته الدبلوماسية ، لم يتوقف عمر أبو ريشة عن كتابة الشعر والأدب. وفوق كل شيء ، كان دائمًا يحمل في ذهنه وفي قلبه حب الوطن والإنسان. علاوة على ذلك ، كان للتاريخ السوري والعربي تأثير مهم على نشاطه الأدبي.

بالإضافة إلى المجموعات الشعرية ، كتب عمر أبو ريشة مسرحيات شعرية ، منها مسرحية “ذي قار” عام 1931 ، و “أوبريت العذاب” عام 1935 ، ثم “سميراميس” و “تاج محل”.

نشر الشاعر عمر أبو ريشة مجموعته الشعرية الأولى عام 1936 في مدينة حلب تحت عنوان “شعر”. ثم مجموعة ثانية بعنوان “عمر أبو ريشة” في بيروت عام 1947. كما أصدر مجموعة شعرية باللغة الإنجليزية عام 1959 ، ومجموعة شعرية بعنوان “غنيت في جنازتي” صدرت في دمشق عام 1971 وغيرها الكثير.

كان أبو ريشة متأثرا بالشعر الصوفي حيث كان جده لأمه من شيوخ الطريقة الشاذلية الصوفية ، وكان والداه من عشاق الشعر.5