نصر أكتوبر 1973 في طوابع البريد
يصدر البريد المصري طوابع بريد لتخليد حرب أكتوبر 1973 التي تمكن فيها الجيش المصري من تحرير الضفة الشرقية لقناة السويس من الإحتلال الإسرائيلي.
في يوم 6 أكتوبر 1973 الموافق للعاشر من رمضان 1393ه قام الجيشان المصري و السوري بشن هجوم مباغت على القوات الإسرائيلية المتواجدة في صحراء سيناء و في مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967. في هذه الحرب تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس و تحرير الضفة الشرقية للقناة من الإحتلال الإسرائيلي. و قد عرفت هذه الحرب بحرب أكتوبر أو حرب العاشر رمضان في مصر و باسم “حرب تشرين” في سوريا. أما في إسرائيل فقد أطلق على هذه الحرب اسم “حرب يوم الغفران”، لأن بداية الهجوم المصري – السوري وافقت يوم عيد الغفران اليهودي.
أسباب الحرب:
قبل ذلك ببضع سنوات هاجم الجيش الإسرائيلي مصر و سوريا و الضفة الغربية لنهر الأردن التي كانت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية في وقت واحد. و قد تمكنت إسرائيل من تحقيق انتصار ساحق على هذه الدول انتهى باحتلال أراض شاسعة شملت قطاع غزة و الضفة الغربية في فلسطين و صحراء سيناء المصرية بالإضافة لمرتفعات الجولان السورية.
بعد حرب 1967، قامت القوات الإسرائيلية ببناء خط دفاعي شديد التحصين على طول الضفة الشرقية لقناة السويس سمي “خط بارليف“. و نسجت حول قوة تحصين هذا الخط الكثير من الأساطير. وقد روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط على أنه مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس. كما أدعت أن خط بارليف أقوى من خط ماجينو الذي بناه الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى.
حرب الإستنزاف و الاستعداد:
بمجرد انتهاء حرب 1967، بدأت مصر حرب استنزاف باستخدام تكتيك حرب العصابات لإشغال الجيش الإسرائيلي و استنزاف مقدراته و منعه من التقدم إلى الضفة الغربية للقناة. و قد دامت هذه الحرب أكثر من ثلاث سنوات، استطاعت خلالها مصر من إعادة بناء الجيش و خاصة سلاح الطيران الذي دمر بالكامل خلال حرب 1967. كما تمكنت مصر من بناء جدار من منظومات الصواريخ المضادة للطيران لإبعاد الطيران الإسرائيلي عن أرض المعركة. و قد توفي الرئيس جمال عبد الناصر في أوج حرب الإستنزاف و خلفه الرئيس محمد أنور السادات.
و كانت أكبر عقبة تواجه الجيش المصري هي وجود قناة السويس كعائق مائي أمام القوات المهاجمة و كذلك وجود ساتر ترابي تم بناؤه بارتفاع أكثر من 20 مترا على طول القناة كجزء من تحصينات خط بارليف، بالإضافة إلى فتحات أنشأها الجيش الإسرائيلي على الضفة الشرقية تستطيع إسقاط قنابل النابالم تحت الماء لإشعال القناة و إحراق أي قوات مهاجمة.
بدء الهجوم
لاختيار تاريخ بدء الهجوم، تمت دراسة عوامل عديدة منها حالة المد و الجزر و الحالة الجوية و
حالة التأهب على الجبهة. و قد وقع الاختيار على يوم السبت 6 أكتوبر لأنه يوافق يوم عيد الغفران و هو يوم إجازة في إسرائيل و اليوم الوحيد الذي لا يعمل فيه الراديو و التلفزيون مما يطيل مدة استدعاء جنود الإحتياط. كما أن إسرائيل كانت منهمكة في التحضير لانتخابات في شهر أكتوبر.
انطلق الهجوم بالتزامن على الجبهة المصرية و السورية على الساعة الثانية بعد الظهر مما زاد من عامل المفاجأة حيث تبدأ الحروب عادة في الساعات الأولى من الفجر. وتحت وقع المفاجأة تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف في أقل من ست ساعات. كما تمكنت القوات السورية من تحقيق مكاسب مهمة في الجولان، لكنها فقدتها في الأيام التالية.
و قد تمكن الجيش المصري من اختراق الساتر الترابي على امتداد قناة السويس في 81 موقعا مختلفا وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب لفتح الطريق أمام المدرعات. استخدم الجيش مضخات مياه ذات ضغط عال تم شراؤها كمعدات زراعية حفاظا على السرية. و قد تفاجأ الطيران الحربي الإسرائيلي الذي حاول ضرب القوات المصرية المهاجمة بجدار قوي من الصواريخ المصرية التي أسقطت أكثر من 140 طائرة إسرائيلية.
أحدث نجاح العبور المصري و تحطيم خط بارليف و أسر المئات من الجنود و الضباط الإسرائيليين أثرا كبيرا على معنويات الشعوب العربية التي لم تتقبل هزيمة 1967. كما أن حرب أكتوبر 1973 أنهت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
تم وقف إطلاق النار يوم 15 أكتوبر على الجبهة السورية و يوم 24 أكتوبر على الجبهة المصرية.
طوابع بريد لتخليد حرب أكتوبر 1973
تم إصدار أول طابع عن انتصار الجيش المصري في الحرب بعد قرابة شهرين من وقف إطلاق النار. منذ ذلك التاريخ تصدر مصر سنويا طوابع بريد لتخليد حرب أكتوبر 1973. هذا المقال يعرض بعضا منها.